لحاسه السادسه .
عندما كانت الأم تقبع في مطبخها لتجهز طعام الغذاء لأطفالها قبل عودتهم من المدرسه إنتابها ألم مفاجيء في رأسها و ترائت لها صورة مشوشه لإبنها ذو الخمسة أعوام و هو يبكي بشده فهرعت إلي الهاتف لتتصل بالمدرسه و تطمئن علي فلذة كبدها و حينئذ ابلغهتها إدارة المدرسه أن إبنها سقط علي الدرج و حدث له جرح بسيط لكنه بخير .
تلك الحادثه لم تكن الأولي من نوعها فمنذ نعومة أظافرها و هي تنتابها أحاسيس غير مفهومه يصحبها رؤيه مشوشه عن أحداث معينه لتتأكد بعدها بقليل أن ما شعرت به كان صوره منقوله من الحقيقه . فتاره تري في أحلامها شيئا و تارة تترائي لها حادثه و هيا مستيقظه و تاره تتذكر شخص ما علي نحو مفاجيء و تشعر بأنه في حال معينه و كان أغلب ذلك حقيقي أو أقرب ما يكون من الحقيقه . فما هي تلك الحاسه ؟
الحاسه السادسه !
يقول دارسي هذه الظاهره أن حدوث مثل تلك الرؤيا أو الإحساس بشيء قد حدث في مكان بعيد هي حاسه حقيقه لا يتمتع بها كل البشر اللذين يتمتعون بالحواس الخمسه لذلك سميت الحاسه السادسه اي أنها لا تعتمد علي أي من الحواس الخمسه و لها مسارات خاصه غير مفهومه حتي الأن و يمكن تمييز صاحب هذه الحاسه عندما يحدث مثلا أن يفضل طريق علي الأخر لسبب لا يعرفه ثم يكتشف بعد ذلك أن الطريق اللذي تركه كان به مكروه . أو أن يعلن الشخص أنه يشعر بأن شيء ما ألم في هذه اللحظه بشخص يعرفه حيث لا يتواجد معهم و لا يمكن إدراك ذلك حسيا . أي أن هذه الحاسه خليط من الإدراك العقلي الغير واضح أو غير منطقي مصحوب بمشاعر معينه تدل علي الحدث أو تشير إليه .
و هنالك إختبار يسمي بإختبار ( زينر ) يقوم به بعض دارسي هذه الظاهره لبرهنة أن هذه الحاسه ليست مجرد مصادفه أو مشاعر تحدث في وقت ما لظرفيه خاصه و إنما هي حاسه نشطه يمكن إختبارها . و من ينجح في هذا الإختبار يكون فعلا ممن لديهم هذه الحاسه .
الحاسه السادسه شعور جيد.... شعور سيء ... ربما هي حاسه خارقه للعاده و لكن هل تفيد صاحبها أم هي عبأ عليه ؟
و لقد وهبنا الله سبحانه و تعالي نعمه أقوي و أعظم من الحاسه السادسه و لكننا نحتاج إلي تجهيز انفسنا لنستطع أن نتمتع بها
إنها نعمه كبيره لا تتأتي إلا للمؤمن... ألا و هي البصيره
سبحان الله العظيم .